يعاني الكثير من الأشخاص من أعراض الناسور العصعصي ومشاكل مثل الشروخ الشرجية والتي تعاني منها فئة كبيرة من الشباب لأسباب عديدة زمن خلال هذا المقال سوف نتعرف على تلك الأعراض والأسباب المؤدية لها وكيفية التشخيص وأحدث طرق العلاج سواء كانت بالتدخلات الجراحية أو من خلال تقنية الليزر.
أعراض الناسور العصعصي
قبل التعرف على أعراض الناسور العصعصي يجب أن نتعرف على الفرق بين الناسور العصعصي والشرجي حيث أن:
الناسور العصعصي:
ينتشر بين فئات الشباب حيث أوضحت الإحصاءات أن نسبة 80% من المصابين بوجود أعراض الناسور العصعصي بين 20 و 29 عامًا، ويحدث أكثر عند الأشخاص، المشعرين، الذين يواجهون مشكلة ظهور شعر كثيف، حيث يتقصف الشعر بسبب الاحتكاك والحركة، ويتجمع في أسفل الظهر ويخترق الجلد بكميات تصل إلى آلاف الشعيرات المتقصفة، ومع الوقت تقوم بإحداث خراج لدي أسفل الظهر، ويتحول إلى قناة بفعل البكتيريا، وتكون أعراض الناسور العصعصي
في المؤخرة، وهو يظهر على هيئة فتحات تكون صغيرة في مؤخرة الظهر، ثم تنزل منها إفرازات تكون صديدية ودموية.
ثانيًا: الناسور الشرجي
بينما الناسور الشرجي فهو يبدأ على شكل خراج في داخل القناة الشرجية أو يوجد عند فتحة الشرج، ثم يبدأ في التمدد بسبب البكتيريا إلى أن يتحول إلى شكل قناة ناسور شرجي، وهي تصل ما بين الشرج أو المستقيم والجلد الخارجي وذلك عند فتحة الشرج، ثم تخرج إفرازات منها صديدية ودموية.
ويُعرف أيضًا باسم بناسور المستقيم، حيث تتكون معظم النواسير من ذلك النوع نتيجة إصابة أو بسبب عملية جراحية، ولكنه بشكل شائع يكون نتيجة عدوى في الغدد الشرجية، ويحدث الناسور الشرجي عند انفجار الخراج ما قبل العلاج أو عدم تصريف الصديد وعدم التئام الخراج بطريقة صحيحة بعد تصريفه جراحيًا.
أسباب الإصابة بالناسور
تأتي نحو 80% من نسبة حالات الناسور الشرجي نتيجة انسداد في الغدد الشرجية وإصابتها بسبب بكتيريا ثم تحولها إلى الخراج، فقد يُصاب أي شخص بالناسور لكن تزداد فرص الإصابة عند حدوث التالي:
- أعراض الناسور العصعصي وجود إسهال مزمن مع التهاب القولون.
- بالإضافة إلى داء كرون مع الخضوع إلي العلاج الإشعاعي من أجل سرطان المستقيم.
- أو الإصابة بجرح في منطقة القناة الشرجية بجانب الأمراض المنقولة خلال العلاقة الزوجية.
- كذلك حدوث التهاب الرتج وهو مرض تتشكل فيه مجموعة من الجيوب الصغيرة في داخل الأمعاء الغليظة وتتورم ثم تلتهب.
- أيضًا حدوث التهاب في الغدد العرقية القيحي أو الإصابة بمرض السل.
أعراض مرض الناسور
من أعراض الناسور العصعصي الخراج الذي ينتج عنه الناسور يكون مؤلمًا، مع حدوث تورمًا من حول فتحة الشرج، وهو يزداد سوءًا مع حركات الأمعاء أو التبرز، لأن تلك الفتحة تتطور بالقرب من منطقة الشرج وتلك من العلامات المميزة للإصابة بالناسور الشرجي، ومع ذلك لا تكون كل النواسير بالقرب من منطقة الشرج، هذا وتشتمل الأعراض الأخرى بالإضافة إلي الإفرازات الصديدية على:
- حدوث تكرار الإصابة في خراج الشرج وكذلك حدوث ألم عند التبرز، مع تورم من حول فتحة الشرج وهو يزداد مع الجلوس، أو مع الحركة، أو الإصابة بالسعال.
- بالإضافة إلى وجود تهيج من حول فتحة الشرج وذلك بسبب الإفرازات الصديدية مع حدوث حمى وقشعريرة وشعور عام بالتعب مع النزيف.
- كذلك حدوث احمرار من حول المنطقة أو سلس الأمعاء وهي حالة من الصعوبة في التحكم في حركة الأمعاء.
كيفية يتم تشخيص الناسور
يمكن تشخيص الناسور من خلال فحص منطقة الشرج، أو يتم ذلك من تحت التخدير حتى يمكن إجراء الفحص بطريقة عميقة، لأجل تحديد عمق الناسور وفي بعض الحالات، يطلب الطبيب العديد من الفحوص التصويرية في حالة كانت تظهر على الجلد، وتلك الفحوص تساهم في رؤية الناسور من داخل الجسم، وهي:
- عمل فحص الموجات فوق الصوتية والتصوير بالرنين المغناطيسي.
- كذلك عند الشعور بوجود أعراض الناسور العصعصي تكون هناك حاجة لإجراء فحص تحليل الدم وعمل الأشعة السينية والأشعة المقطعية مع تنظير القولون.
علاج الإصابة بالناسور ومشاكل شرخ الشرج
في حال لم يتكون الناسور بعد، يتم تصريف خرّاجات الشرج في العيادة بعد التخدير الموضعي، أما إذا تطور فيحتاج إلي إزالته جراحيًا، وتكون هي العلاج الأساسي في تلك الحالة، وتُجرى عن طريق جراح القولون والمستقيم، وهي تهدف إلى التخلص من مشكلة الناسور مع الاحتفاظ بالعضلات المصرة الشرجية وهي عبارة عن العضلات العاصرة التي تساهم في التحكم في غلق أو فتح حلقة الشرج، والتي عند تلفها تسبب سلس البراز.
تشتمل الخيارات الجراحية كذلك على ما يلي:
- في حال كانت أعراض الناسور العصعصي بسيطة، يتم قطع الناسور بالكامل ليتحول إلي ندبة مسطحة.
- أو إجراء سيتون ويتم في الحالات المعقدة وفيها يتم وضع قطعة من الخيط من النوع الجراحي وهي تُعرف باسم بسيتون، وتُترك لعدة أسابيع من أجل شّده تدريجيًا وذلك قبل إجراء الجراحة.
- كذلك هناك جراحة المناظير وهي عبارة عن جراحة تكون طفيفة في التوغل، حيث تتضمن عمل شقًا يكون صغيرًا مع استخدام المنظار لأجل إزالة الناسور.
- وفي العادةً تتم جراحة الناسور في داخل العيادة الخارجية، ويعود المريض المنزل في نفس اليوم وقد يضطر بعض المرضى ممن لديهم نواسير كبيرة للبقاء في المستشفى فترة قصيرة من بعد الجراحة.
نصائح بعد إزالة الناسور
من بعد إزالة الناسور فإن الطبيب يوصي بتناول العديد من المضادات الحيوية فترة، وذلك لضمان عدم حدوث أي مشاكل عدوى، وقد تساعدك النصائح التالية في التئام الجرح بسرعة:
- عليك وضع ضمادة تكون قطنية من فوق منطقة الجرح وذلك حتى تتعافى.
- بالإضافة إلى الجلوس في داخل حمام ماء يكون دافئ، نحو 3- 4 مرات يوميًا، وذلك لمدة 10 دقائق، في العادة لا تعود البواسير بعد الجراحة خاصةً مع الرعاية.
علاج الناسور بدون شق جراحي
وقد انتشر مؤخرًا، استخدام نوع جديد في العلاج وهو حقن الخلايا الجذعية من أجل الناسور الناتج عن داء كرون، ومع ذلك فهو لا يتوفر في جميع المستشفيات، لذلك توجد عدة خيارات وهي غير جراحية لكنها لا تناسب كل الحالات خاصةً المعقدة وهي:
- أولاً غراء الفبرين واستخدام السدادة الكولاجينية: حيث تُستخدم فيها مادة تكون لاصقة طبية ومن خلال ذلك الإجراء يتم غلق الفتحة الداخلية في الناسور، ثم من بعد ذلك يملأ الطبيب الناسور بمادة يعمل الجسم على امتصاصها بمرور الوقت.
- ثانيًا القسطرة: ويمكن استخدام القسطرة لأجل تصريف القيح.
نصائح للتعايش مع الناسور الشرجي
كذلك يمكنك التخلص من النواسير بشكل كبير عند الالتزام بتعليمات الطبيب، مع إتباع النصائح التالية حتى تتمكن من التعايش مع الناسور الشرجي من بعد الجراحة:
- عليك تناول مجموعة من المسكنات والمضادات الحيوي وذلك حسب تعليمات الطبيب.
- مع عدم استئناف كل الأنشطة العادية لك إلا بتصريح من خلال الطبيب.
- كذلك قم لاتباع نظام غذائي يكون غني بمجموعة من الألياف مع شرب الكثير من السوائل وذلك لتجنب الإمساك مع استخدام ملين وذلك عند الحاجة من بعد استشارة الطبيب.
ما هي مضاعفات الناسور الشرجي؟
إذا لم يعالج الناسور بطريقة صحيحة فقد يكون مصحوبًا بالعديد من المضاعفات وهي:
- حدوث خراريج تكون متكررة وذلك حول فتحة الشرج.
- كذلك تكون نوع من الناسور يكون معقد وعادةً يكون مصحوبًا بألم شديد وحدوث التهابات جلدية.
- بالإضافة إلى الإصابة بسلس البراز وذلك إذا كان الناسور في عضلة المصرة لذا يعمل الجراح على قدر الإمكان الإبقاء على تلك العضلة مع عدم إتلافها، ومع ذلك قد تتأثر ما يؤدي لعدم القدرة على السيطرة على البراز من بعد الجراحة.
- أو حدوث تعفن في الدم، وهي حالة خطيرة تهدد الحياة.
تقنية الليزر في علاج الناسور
لا يعتمد كل الأطباء الآن على علاج المضادات الحيوية فقط لأن القناة الموجودة ما بين أنسجة الجسم لا يمكنها دوماً الالتئام من تلقاء نفسها، وبالتالي تظل بيئة مناسبة لتكون البكتريا مع الصديد وكل الإفرازات الدموية وكذلك البراز في الحالات المتقدمة.
لذلك فإن الطريقة المثالية في العلاج تكون عملية الناسور الشرجي، سواءٌ جراحية أو باستخدام أشعة الليزر، ولكن بسبب مضاعفات التدخل الجراحي مثل تأذي العضلات العاصرة عند فتحة الشرج وبالتالي حدوث الإصابة بالسلس، فقد أصبح الأطباء الآن يتجهون إلى استخدام الليزر في علاج الناسور من بعد تحقيقه نتائج مرضية.
حيث أثبتت تلك التقنية فاعليتها في علاج كل أنواع أعراض الناسور العصعصي أو الشرجي سواء كانت المرتفعة أو المنخفضة والمتشعبة، وذلك من خلال استخدام القسطرة وفي مقدمتها تكون هناك كاميرا صغيرة الحجم، يتم إدخالها من خلال فتحة الناسور الخارجية حتى الفتحة الداخلية في الناسور، ويتم بعد ذلك تنظيف القناة من الإفرازات والصديد، أو الخلايا الميتة من أجل تحفيز التئامها، باستخدام أشعة الليزر يتم الكي من خلال الفتحة الداخلية إلى الخارجية حتى يتم إغلاقها بالكامل.
وتتميز تقنية الليزر في أنها أقل تدخلاً، أي لا ينتج عنها نزيف أو تلف في الجلد، وبالتالي لاتسبب أذىً للعضلات في فتحة الشرج، كما تقلل من فترة التعافي من بعد العملية.