تشخيص أعراض الشرخ الشرجي وخيارات العلاج المختلفة 

الشرخ الشرجي هو وجود قرح مؤلمة وتمزُّق يحدث في النسيج الرقيق الرطب المبطن لفتحة الشرج، والذي يُمكن أن يُصاب به كلا الجنسين على حدٍ سواء، وتظهر أعراض الشرخ الشرجي في الأطفال الرضع والأطفال حتى عمر ال15.

 كما يمكن أن تظهر أعراض الشرخ الشرجي في مختلف الأعمار، ومن الجدير بالذكر أنّ علاج الشرخ الشرجي يُمكن أن يتم عن طريق الأدوية أو الجراحة أو الليزر، وفيما يلي سنتعرف على أعراض الشرخ الشرجي وأسباب حدوثه وطرق علاجه مع الكثير من التفاصيل الأخرى:

أعراض الشرخ الشرجي

يمكن التعرف على أعراض الشرخ الشرجي عن طريق ظهور كثير من العلامات المُميزة له، والتي يُمكن ذكر بعضها فيما يلي:

  • الألم خلال التبرُّز: يُعد الألم الحاد واحدًا من أهم أعراض الشرخ الشرجي، ويُمكن وصفه بالألم الناتج عن الشفرات أو قطع الزجاج المكسور، وغالبًا ما يليه تقلصات لعدة دقائق بعد التبرز.
  • الألم بعد انتهاء التبرُّز، والذي قد يدوم لعدة ساعات. 
  • وجود دم فاتح اللون في البراز.
  • شرخ صغير ظاهر في الجلد المحيط بالشرج.
  • نتوء صغير الحجم، أو وجود زائدة جلدية يُمكن رؤيتها قريبةً من الشرخ الشرجي.

أسباب الشرخ الشرجي

يُوجد الكثير من الأسباب المُحتملة لظهور أعراض الشرخ الشرجي، ويُمكن ذكر بعض الأسباب الأكثر شيوعًا فيما يلي: 

  • خروج البراز بشكلٍ صلب أو أن يكون ذا حجمٍ كبير.
  • وجود إمساك مع محاولات الدفع بشدة خلال التبرز.
  • استمرار الإسهال لفترات طويلة.
  • ممارسة الجنس الشرجي.
  • الحمل والولادة.
  • داء كرون: يُمكن أن يُؤدي هذا المرض الالتهابي الذي يصيب الأمعاء إلى حدوث التهاب مزمن في القناة المعوية، مما يجعل القناة الشرجية معرضة بشكل أكبر للتمزق.
  • سرطان الشرج.
  • داء السل.
  • تلف بطانة الشرج أو القناة الشرجية.
  • الشد أثناء التبرز.
  • التهاب القولون التقرحي.
  • إدخال أجسام غريبة في فتحة الشرج.
  • تشنج عضلات المصرة الشرجية.

أنواع الشرخ الشرجي

تُوجد عدة أنواع من الشرخ الشرجي والتي يُمكن التعرف عليها من خلال مُلاحظة أعراض الشرخ الشرجي، أو من خلال معرفة أسباب حدوثه، ويُمكن تقسيم أنواع الشرخ الشرجي كما يلي:

  • الشرخ الشرجي الأولي: السبب في الإصابة بالشرخ الشرجي الأولي حالات الإمساك أو الإسهال المتكرر، أو يُمكن أن يحدث بسبب الولادة الطبيعية.
  • الشرخ الشرجي الثانوي: السبب في الإصابة بالشرخ الشرجي الثانوي هو الإصابة بعدد من الأمراض مثل التهاب القولون التقرحي أو غيره من الأمراض.

أو يمكن تقسيم أنواع الشرخ الشرجي حسب طول مدة الإصابة وظهور أعراض الشرخ الشرج كما يلي:

  • الشرخ الشرجي الحاد: تصل مدة الإصابة وظهور أعراض الشرخ الشرجي في هذا النوع إلى ما يقرب من 6 أسابيع بشكلٍ واضح، ويُعتبر الشرخ الشرجي الحاد أكثر انتشارًا من الشرخ الشرجي المزمن.
  • الشرخ الشرجي المزمن: تستمر أعراض الشرخ الشرجي المزمن لمدة تصل لأكثر من 6 أسابيع، وعادةً ما يكون الشرخ الشرجي المزمن أكثر عمقًا من أعراض الشرخ الشرجي الحاد، ويكون مرتبط بعلامة جلدية من الخارج، ويتنوع زمن الالتئام من مريض لآخر.يختلف وقت التئامه من شخص لآخر، كما يُمكن أن يتكرر حدوث الشرخ الشرجي في هذا النوع بعد العلاج. 

مضاعفات الشرخ المزمن

تُوجد عدة مضاعفات قد تُصاحب أعراض الشرخ الشرجي، والتي يُمكن ذكر البعض منها فيما يلي:

  • عدم الشفاء: يُمكن اعتبار الشرخ الشرجي بأنه مزمن إذا لم يتم الشفاء منه خلال 8 أسابيع، وفي هذه الحالة يجب اللجوء إلى علاج مكثف.
  • تكرار الإصابة: تُعتبر الإصابة من جديد بالشرخ الشرجي احتمالاً بنسبة كبير، بعد الإصابة بالشرخ الشرجي لأول مرة.
  • تمزق العضلات المحيطة: قد يحدث امتداد للشرخ الشرجي إلى العضلة الشرجية المعاصرة الداخلية، والتي تُحافظ على فتحة الشرج مغلقةً، وفي هذه الحالة يكون الشفاء من الشرخ الشرجي أمر شديد الصعوبة.
  •  أعراض مزعجة: قد يصل الأمر إلى ظهور أعراض الشرخ الشرجي المُتعارف عليها مصحوبةً بأعراض مزعجة أخرى، وفي هذه الحالة يجب العلاج بالجراحة للحد من الألم وترميم الشرخ أو إزالته.  

نصائح للوقاية من الشرخ الشرجي 

لتحقيق الوقاية وتجنب ظهور أعراض الشرخ الشرجي، يجب الحرص على بعض العادات والخطوات الهامة، والتي من شأنها أن تُحد وتقلل نسب الإصابة بالشرخ الشرجي، ومنها:

  • تناول الألياف الغذائية: الحرص على تناول كميات كبيرة من الألياف الغذائية بحد أدني (25 – 30 غرام/اليوم)، والتي يُمكن الحصول عليها من خلال تناول الفواكه والخضروات والمكسرات والحبوب الكاملة، والتي تُساعد في تجنب الإصابة بالإمساك.
  • شرب الماء والسوائل: يجب الإكثار من شرب الماء والسوائل بكميات كبيرة للوقاية من الإمساك. 
  • عدم تجنب التبرز: يجب عدم تأخير التبرز فور الشعور بالرغبة به، لمنع حدوث جفاف البراز وهو ما يؤدي إلى صعوبة إخراج البراز.
  • تجنب عملية الشد: يجب تجنب القيام بعملية الشد والإجهاد أثناء التبرز، لمنع فتح الجرح أو التسبب في حدوث شرخ شرجي جديد.
  • التمارين اليومية: تُعد التمارين الرياضية اليومية خطوةً ضرورية، للحفاظ على نشاط الدورة الدموية وحركة الأمعاء، ولهذا يجب الحرص على التمارين الرياضية لمدة 30 دقيقة يوميًا على الأقل  مثل المشي.
  • تجنب الكافيين: يجب تجنب تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين، لأنها تؤدي إلى الإصابة بالجفاف. 
  • حمامات جلوس دافئة: المداومة على حمامات جلوس دافئة بشكل يومي لمدة 20 دقيقة، ولكن يجب تجنب استعمال الصابون.

تشخيص الشرخ الشرجي 

يتم تشخيص أعراض الشرخ الشرجي عن طريق الفحص السريري للشرج، إلى جانب تحديد التاريخ المرضي للمريض، كما يتم التشخيص في بعض الأحيان باستخدام إحدى الوسائل التالية:

  • فحص المستقيم بالإصبع: ويتم هذا الفحص عن طريق ارتداء الطبيب للقفازات ثم يقوم بإدخال إصبعه المُغطى بمزلق خاص لاستكشاف وجود أية تغيرات أو تشوهات في الشرج.
  • فحص المستقيم بالمنظار: يتم هذا الفحص لاكتشاف وجود أو عدم وجود أية أعراض تدل على وجود أمراض أخرى مثل مرض كرون.
  • فحص القولون: يتم هذا الفحص للتأكد من وجود أو عدم وجود أية أسباب أخرى للنزيف، خاصةً لدى كبار السن. 
  • قياس ضغط العضلة العاصرة. 

علاج الشرخ الشرجي

يتم استخدام أكثر من طريقة للعلاج، ويتم اختيار الطريقة المثلى بعد فحص أعراض الشرخ الشرجي، ويتم العلاج بإحدى الطرق التالية:

  • العلاج بالأدوية: تتركز هذه الطريقة على إجراء تغيير في نمط الحياة اليومية مثل طرق التغذية والشرب وممارسة الرياضة إلى جانب استخدام الملينات، بالإضافة إلى استخدام الأدوية التي يصفها الطبيب حسب حالة كل مريض، والتي من شأنها التقليل من أعراض الشرخ الشرجي وتيسير عملية التبرز، كما بُمكن وصف الأدوية المسكنة للألم وخاصة الموضعية منها، مع استخدام الأدوية المضادة للالتهابات حسب وصف الطبيب.
  • العلاج بالجراحة: تُستخدم الجراحة لعلاج الشرخ الشرجي، عند تطور الشقوق إلى شقوق مزمنة مع عدم جدوى الطرق العلاجية الأخرى، وتتم الجراحة عن طريق إزالة جزء من عضلة المصرة الشرجية، ثم إزالة الشرخ والندبة المحيطة به، ويُعد العلاج بالجراحة ناجحًا في كثير من الحالات، ولكن قد تُصاحبه مضاعفات مثل فقدان التحكم في الأمعاء بشكل دائم أو مؤقت، كما قد تحدث إصابة بمرض سلس الأمعاء (Bowel incontinence)، إلى جانب خروج الغازات من فتحة الشرج.
  • العلاج بالليزر: يتم العلاج بالليزر عن طريق توجيه قسطرة الليزر تجاه العضلة المعاصرة، بهدف عودة العضلة إلى مكانها الطبيعي للمساعدة على غلق الشرخ وتقليل الألم ووقف النزيف.

علامات شفاء الشرخ

يسهل ملاحظة علامات الشفاء عن طريقة ملاحظة اختفاء أعراض الشرخ الشرجي بشكل واضح مثل: 

  • اختفاء الألم.
  • توقُّف النزيف: عند اختفاء الدم الذي يظهر في البراز، فهذا يدل على انغلاق الجرح.
  • الرغبة في الحكة: خلال عملية الالتئام يشعر المريض بحاجة شديدة للحكة في موضع العملية.
  • غلق الجرح.

ويُمكن التأكد بشكل يقطع الشك من خلال استشارة الطبيب، وإجراء الفحوصات اللازمة بطريقة متخصصة ودقيقة لحماية الأنسجة ومنع حدوث المضاعفات.

ولكن على الرغم من نسب النجاح العالية للعلاج، واختفاء أعراض الشرخ الشرجي بعد الخضوع للعلاج، إلا أنه في بعض الحالات قد لا يأتي العلاج بالنتيجة المرجوة، وفيما يلي يمكن ذكر بعض أسباب عدم التئام الشرخ الشرجي…

أسباب عدم التئام الشرخ

تظهر أعراض الشرخ الشرجي عند كثيرٍ من الأشخاص، ويتم العلاج بسهولة ويتم الشفاء في فترة قصيرة، ولكن في بعض الحالات قد لا يحدث التئام الشرخ وهذا لعدة أسباب منها ما يلي:

  • الإمساك المزمن.
  • الإجهاد خلال التبرز.
  • تناول الأدوية: يُعد تناول الأدوية المُؤثرة على تدفق الدم في منطقة الشرخ أحد أسباب عدم التئام الشرخ الشرجي.

الأسئلة الشائعة:

كم يوم يحتاج الشرخ حتى يلتئم؟

في أغلب الحالات يتم الشفاء من الشرخ خلال 6 أسابيع، وعند تجاوز هذه المدة يجب التوجه بشكل فوري للطبيب المختص للعلاج.

هل الماء الساخن يعالج الشروخ؟

نعم، يمكن أن يُؤثر الماء الساخن في تحسين بعض الحالات.

هل عملية الشرخ بالليزر مؤلمة؟

لا، بل يُعتبر العلاج بالليزر أحد الطرق الآمنة والأقل ألمًا، والتي تتراوح بين 10 إلى 15 دقيقة.

كم يستمر ألم التبرز بعد عملية الشرخ؟

يُمكن تحسن الألم خلال فترة تتراوح بين 3 إلى 5 أيام بعد الجراحة.

ما هي طرق علاج الشرخ المزمن نهائيًا؟

يمكن تناول الملينات، إلى جانب تناول الكثير من السوائل.

هل خروج دم بعد عملية الشرخ أمر طبيعي؟

نعم، يُعد خروج الدم خلال أسبوع من العملية أمرًا طبيعيًا.

وفي النهاية يمكن التعامل مع أعراض الشرخ الشرجي وعلاجها بسهولة ويُسر، وعند ظهور أو ملاحظة أيًا من هذه الأعراض يجب التوجه بشكل فوري إلى الطبيب المختص للتعامل بشكل دقيق وسريع مع أعراض الشرخ الشرجي قبل تفاقم الحالة، وتحول الأعراض إلى أعراض مزمنة.