فتحة الشرج (Anus) هي الفتحة التي تلي كلا من (المستقيم والقناة الشرجية)، وينتهي عندها الجهاز الهضمي، لكونها بمثابة نهاية مسار هضم الطعام ومن ثم إخراجه من الجسم تمامًا، وذلك من خلال العضلة العاصرة سواء الداخلية أوالخارجية، وتقوم كل منهما بدور محدد أثناء التبرز، حيث يتم فتحها أثناء حركة الأمعاء لكي تسمح للبراز بالمرور.
تشريح فتحة الشرج
يصل طول القناة الشرجية من 5 – 7.5 سنتيمترًا تقريبًا، والقناة مبطنة بخلايا الجلد الحرشفية، وتنتهي بفتحة الشرج، والتي تتشكل من نوعين من الخلايا، فمن الخارج تتكون من خلايا الجلد السطحية، أما من الداخل فتتكون من الخلايا المبطنة للأمعاء، وسنعرض التشريح المجهري لفتحة الشرج فيما هو آت من سطور:
منطقة القولون والمستقيم
تتشكل هذه المنطقة من أغشية خلايا طلائية ذات شكل عمودي، وتنثني هذه الأغشية لكي تُشكل طيات جلدية تحوي بداخلها الشرايين الدموية.
المنطقة الانتقالية
تتكون هذه المنطقة من نوعين من الخلايا، أول نوع هو الخلايا الطلائية العمودية، أما الثاني فهو الخلايا الطلائية الحرشفية، وتتضمن هذه المنطقة على الغدد الدهنية الشرجية.
المنطقة البيضاء
هي عبارة عن خلايا طلائية حرشفية ليس لها أي ارتباط بالعضلة العاصرة الشرجية الداخلية، وتتميز هذه المنطقة بتضمنها على الخلايا العصبية الحسية، ويجدر بنا الإشارة كونها المسئولة عن تحديد امتلاء الأمعاء أو تفريغها.
المنطقة الجلدية
هي عبارة عن خلايا طلائية حرشفية نجدها على سطح الجلد، وتتضمن هذه المنطقة كل من (العرق – الغدد الدهنية – الشعر).
وظيفة فتحة الشرج
تعد القناة الشرجية وفتحة الشرج من أكثر أعضاء الجسم تعقيدًا في التركيب، والتي تتكون من نوعين من العضلات، والتي تتفاوت باختلاف المهمة التي تقوم بها، ويمكن تلخيص وظائف فتحة الشرج في النقاط التالية:
تمرير البراز من المستقيم إلى الشرج
والمسئولة عن ذلك الأمر هي العضلة اللاإرادية المشهورة باسم العضلة العاصرة الشرجية الداخلية، والتي توجد في القسم العلوي للقناة الشرجية، وهي التي تسترخي عندما يمتلىء المستقيم بالبراز، الأمر الذي يؤدي إلى انتقال البراز إلى القناة الشرجية.
إخراج البراز من الجسم
التي تتحكم بمرور البراز أو الحد من مروره هي عضلة إرادية تُعرف باسم العضلة العاصرة الشرجية الخارجية، والتي تسترخي في حالة امتلاء القناة الشرجية بالبراز، الأمر الذي يساعد على دفعه من خلال فتحة الجسم إلى خارج الجسم.
المشاكل المحتمل حدوثها لفتحة الشرج
من الجدير بالذكر أن حدوث أي خلل داخل الجهاز الهضمي يؤثر بصورة مباشرة على فتحة الشرج، الأمر الذي يترتب عليه الانزعاج الشديد، وسنعرض فيما يلي أبرز الأمراض التي يمكن أن تصيبها:
البواسير الداخلية
وهذا النوع من البواسير لا يمكن رؤيته من خلال العين المجردة، لكونها تقع تجاه الداخل، ومعروفة بأنها أوردة منتفخة بداخل إما الشرج أو المستقيم، وينتج عنها عدة أعراض، نوضحها كالتالي:
- النزيف الذي يكون يظهر على البراز.
- الشعور بخروجها في حالة التغوط، فتكون بذلك أشبه بنتوء جلدي يرجع إلى الداخل من تلقاء نفسه أو بمجرد دفعه بالأصبع.
البواسير الخارجية
وهنا تتورم الأوردة الدموية المتواجدة بالقرب من سطح الجلد، والتي تحيط بفتحة الشرج، إذ يمكن الإحساس بالورم الحادث لهذه الأوردة بمجرد لمسها، وينتج عنها ألم وحكة وتورم في منطقة الشرج.
سرطان الشرج
وهو سرطان نادر الحدوث، ويترتب على الإصابة به مجموعة من الأعراض، كالشعور بآلام مزمنة في منطقة الشرج، وظهور كتلة في القناة الشرجية أو الإصابة بالحكة، وفي العادة يتم علاجه بالإشعاع بالإضافة إلى بعض العلاجات الكيميائية الأخرى، وفرص الشفاء منه عالية جدًا.
الهربس الشرجي
هو عبارة عن عدوى فيروسية ناجمة عن الإصابة بفيروس الهربس البسيط الذي يتم انتقاله عن طريق العلاقة الجنسية، وتظهر هذه العدوى على هيئة تقرحات أو بثورًا حول فتحة الشرج يُصاحبها الألم والحكة في منطقة الشرج، ومن الممكن أن نجد في بعض الحالات قشورًا تغطي هذه التقرحات، ومن المحتمل حدوث نزيف في المنطقة محل هذه التقرحات.
الثآليل الشرجية
قد ينتج الثآليل جراء الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري، ويظهر الثآليل إما في فتحة الشرج أو حول المنطقة، وربما يتواجد داخلها أيضًا، وفي الغالب لا يترتب على ظهوره أية أعراض وإن ظهرت فستكون على شكل زوائد جلدية أو نزيف في المنطقة التي أُصيبت.
الناسور الشرجي
ويعد الناسور قناة غير طبيعية تتكون بين فتحة الشرج وجلد الأرداف، ذلك نتيجة لحدوث التهابات سابقة بالأمعاء أو الخضوع إلى جراحة في وقت سابق، وغالبًا ما يتم علاجه بالجراحة.
الشق الشرجي
الشق الشرجي هو حدوث تمزق ما في البطانة المخاطية للشرج، وينتج ذلك عن الإصابة بالإمساك المزمن أو في حالة كان البراز صلب بدرجة كبيرة أو يصل إلى حجم كبير جدًا لدرجة تُسبب الألم أو النزيف عند التبرز، ويعد الشق واحدًا من أبرز الأمراض الشائعة بين الأطفال الرضع، وهذا لا يمنع حدوثه لدى الفئات العمرية الأخرى.
الإمساك
الإمساك هو مواجهة الشخص صعوبة شديدة في إخراج البراز، ويحدث ذلك كنتيجة مترتبة لتغير العادات الغذائية الروتينية أو تناول الألياف بصورة غير كافية، ويتسبب ذلك في الشعور بألم في الأمعاء، ورغبة شديدة في التبرز مع عدم القدرة على القيام بذلك، هذا إلى جانب الإصابة بالشقوق أوالنزيف في منطقة الشرج، الأمر الذي قد يستدعي مراجعة الطبيب في الحال.
النزيف الشرجي
وهنا سيلاحظ المريض نزول دم من فتحة الشرج ويكون ذلك مصاحبًا للبراز، والذي ينتج إما عن الإصابة بالإمساك أو عن التعرض لداء كرون أو الإصابة بالإسهال أو مرض البواسير أو السرطانات في هذه المنطقة سواء شرج أو مستقيم أو قولون.
سلس البراز الوظيفي
يعتبر سلس البراز هو مرورًا متكررًا دون تحكم بالبراز، وذلك يرجع للإصابة بالاضطرابات العصبية أو حدوث خلل ما في البنية الخاصة بفتحة الشرج.
حكّة الشرج
يُصاب عدد كبير من الأشخاص بحكة في منطقة الشرج، والتي يُصاحبها الاحمرار الشديد، وذلك كنتيجة مترتبة على الهرش المتكرر أو الحرقان والتهيج، وقد تعود الإصابة بحكة الشرج لعدة عوامل، نوضحها كالتالي:
- بعض الحالات المرضية، على سبيل المثال: أورام في الشرج – مرض السكري – مرض الغدة الدرقية – البواسير.
- العدوى، مثل الديدان الدبوسية – عدوى الخميرة – العدوى المنقولة من خلال الجنس.
- المهيجات، على سبيل المثال: استعمال المناديل المبللة – استعمال أنواع صابون قاسية على الجلد – الشطف المُفرط لهذه المنطقة.
- الأمراض الجلدية، مثل الصدفية – التهاب الجلد التماسي.
تدلي المستقيم
يعد تدلي المستقيم واحدًا من الأمراض الأساسية التي يمكن أن تُصيب الشرج، وذلك في حال تحول المستقيم من الداخل إلى الخارج، ومن ثم خروجه من خلال فتحة الشرج، ويجدر بنا هنا الإشارة إلى إن السيدات هن أكثر عرضة للإصابة بذلك بالمقارنة بالرجال، ونوضح فيما يلي بعض من أعراضه:
- الشعور بألم مزمن في فتحة الشرج.
عن أسفل البطن،
- نزول دم ومخاط من فتحة الشرج، ومن ثم الإصابة بالإمساك.
- بروز المستقيم من خلال فتحة الشرج
- تسريب البراز.
- انعدام القدرة على التحكم في حركة الأمعاء.
وفي الغالب يمكن تصحيح هبوط المستقيم عن طريق الجراحة، هذا إلى جانب محاولة تغيير نمط الحياة والنظام الغذائي، بالإضافة إلى بعض الإجراءات الطبية الأخرى.
خراجات الشرج
يدل الخراج الشرجي إلى تجمع زوائد ممتلئة بالصديد بالقرب من منطقة فتحة الشرج، وفي الغالب تكون ناجمة عن العدوى، وعادةً ما تتطور في صورة دمامل في المنطقة القريبة من الشرج أو بالأنسجة العميقة داخل الشرج، ويتم علاج خراج الشرج إما من خلال التصريف أو عن طريق الشق الجراحي، ومن الجدير بالذكر أن تصريف خراجات الشرج في أحيان كثيرة يؤدي إلى ناسور شرجي.
فحوصات فتحة الشرج
سنطرح عليكم فيما هو آت عدد من الفحوصات المُتبعة التي يمكن عن طريقها التعرف على الأمراض التي تنشأ داخل فتحة الشرج:
الفحص البدني
وهنا يقوم الطبيب بفحص الجزء الخارجي من فتحة الشرج، وذلك من خلال إدخال إصبعه بعد ارتدائه قفاز مزلق، وذلك لكي يتحسس تواجد مناطق غير طبيعية داخل فتحة الشرج من عدمه.
التنظير السيني
هو إجراء يتم الاعتماد عليه لرؤية ما يوجد بداخل كل من القولون السيني والمستقيم، حيث يُوضع المنظار السيني عبر فتحة الشرج وصولاً بالقولون، وبذلك لكي يتم إدخال الهواء في القولون بغرض توسيع المنطقة لمساعدة الطبيب على رؤيتها بصورة أفضل.
تنظير القولون
يعد تنظير القولون أدق فحصًا لكل من المستقيم وسرطان القولون، ويتم ذلك عن طريق إدخال أنبوب يتسم بالمرونة لفحص القولون والمستقيم، حيث يتم النظر إلى القولون بشكل كامل للبحث عن وجود أية أنسجة غير طبيعية.
تصوير الناسور
وهو عبارة عن فحص بغرض البحث عن أية مناطق غير طبيعية متواجدة في فتحة الشرج، ويعتبر من أكثر الإجراءات آمانًا وشيوعًا، ويتم بوضع أنبوب صغير، يتم حقنه بسائل يعمل على تحسين وضوح الصورة في فتحة الشرج، ويتم عقب ذلك التقاط الصور عبر الأشعة السينية.