مفهوم الناسور الشرجي | الأسباب، العلاج، ونصائح للوقاية

إن مرض الناسور الشرجي هو عبارة عن قناة صغيرة أو تجويف مليء بالخراج أو التقرحات أو الصديد بالقرب من أو حول فتحة الشرج أو المستقيم أي مكان خروج البراز خارج الجسم، وهي تربط بين غدة مصابة داخل فتحة الشرج وفتحة على الجلد حول فتحة الشرج، ومن خلال السطور القادمة سنتعرف على أبرز الأسباب والعلاج ونصائح للوقاية.

اسباب الناسور الشرجي

الناسور الشرجي هو نفق يتكوّن بين الجزء الداخلي من فتحة الشرج والجلد الخارجي المحيط بفتحة الشرج، حيث أن الشرج هو الفتحة العضلية الموجودة عند نهاية السبيل الهضمي، حيث يخرج البراز من الجسم، الناسور هو القناة التي تتكون أسفل الجلد بطول مجرى التصريف .

كما إن الناسور الشرجي يحدث تقريباً في سن أربعون عاما وأسباب وراثية خاصة إذا كان هناك تاريخ مرضى مسبق للإصابة بمرض داء كرون والتي تؤدي إلى إصابة  الشباب، علاوة على ذلك تحدث الإصابة بمرض الناسور الشرجي عند الرجال أكثر من النساء، ومن أشهر الأسباب المؤدية إلى ذلك ما يلي:

العدوى البكتيرية 

نتيجة إصابة الغدد الشرجية بعدوى بكتيرية تؤدي إلى ظهور عدوي على شكل خرجات وتصرف على هيئة صديد، ويتم التخلص من الصديد المتكون بها عن طريقة جراحة في الجلد التي تجاور فتحة الشرج، وقد تفتح من تلقاء نفسها دون اللجوء إلى الجراحة، بعد أن يتم صرف الصديد يبقى نفق التصريف مفتوح ويربط بين الغدد الشرجية المصابة أو ما تسمى بالقناة الشرجية وفتحه أخرى بالجلد الخارجي المحيط بفتحة الشرج، وفي بعض الحالات يكون بالضرورة استخدام الجراحة كعلاج الناسور الشرجي.

الإمساك

عندما يكون هناك نقص في تناول الألياف والسوائل في النظام الغذائي، يمكن أن يصبح البراز جاف وصعب في الإخراج، كما أن الإمساك يتطلب توجيه الضغط على المنطقة الشرجية أثناء الإجهاد.

الإسهال 

عندما يكون هناك إفراز مفرط للبراز، قد يتسبب ذلك في تهيج الشرج نتيجة للاتصال المباشر مع البراز مما يؤدي للإصابة بالناسور.

التهابات المستقيم

 التهاب البواسير والتهابات أخرى في المنطقة الشرجية يمكن أن تسبب تورم واحتقان في الأنسجة مما يؤدي إلى تضخم الأوعية الدموية.

الحمل والولادة

خلال فترة الحمل والولادة، يمكن أن يتعرض الشرج لضغط شديد أثناء عملية الولادة  ويؤدي إلى تمزق النسيج في المنطقة الشرجية.

الجلوس لفترات طويلة

عندما تجلس لفترات طويلة دون حركة، يمكن أن يتعرض الشرج لضغط زائد نتيجة لوزن الجسم وعدم توزيعه بالتساوي على المنطقة، وهذا الضغط لفترات طويلة يمكن أن يتسبب في تهيج النسيج وزيادة احتمالية ظهور الناسور.

أسباب أخرى

  • الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية.
  • الإصابة بأحد الأمراض المنقولة جنسياً.
  • التعرض لإصابة معينة حول فتحة الشرج.
  • التعرض لعلاج السرطان الإشعاعي.
  • الجراحة بالقرب من أو حول فتحة الشرج.
  • خراج شرجي قد سبق من قبل تصريفه. 
  • داء كرون أو مرض أمعاء التهابي آخر. 
  • التعرض لإصابة جسدية في منطقة الشرج. 
  • التعرض لعدوى في منطقة الشرج. 
  • الخضوع لعملية جراحية أو العلاج بالإشعاع للتخلص من سرطان الشرج.

اعراض الناسور الشرجي 

هناك بعض الأعراض التي تظهر على المريض المصاب بمرض الناسور الشرجي وتكون على النحو التالي:

نزيف مستمر أو متكرر من المنطقة الشرجية

 يمكن أن يكون النزيف من الشرج علامة على وجود ناسور شرجي حيث أن  هذا النزيف عادة ما يكون دم ذات لون واضح وقد يكون مصحوب بألم خفيف.

الألم أثناء التبرز

قد يشعر الشخص المصاب بآلام حادة أو حرقة أثناء التبرز هذا الألم يمكن أن يكون نتيجة للتهيج أو التمزق في النسيج المحيط بالناسور.

وجود كتلة أو تورم قرب فتحة الشرج

قد يشعر المريض بوجود كتلة صغيرة أو تورم قرب فتحة الشرج وفي الغالب يكون هذا الناسور نفسه.

حكة أو تهيج في المنطقة الشرجية

قد تعاني بعض الأشخاص المصابين بالناسور الشرجي من حكة مستمرة أو تهيج في المنطقة الشرجية نتيجة للتورم والتهيج المستمرين.

شعور بالانتفاخ أو الضغط في المنطقة الشرجية

قد يشعر الشخص المصاب بالناسور بشعور بالانتفاخ أو الضغط في المنطقة الشرجية وذلك نتيجة لتورم الأنسجة المحيطة بالناسور.

إفرازات مخاطية من الشرج

يمكن أن يحدث إفراز مخاطي من الشرج نتيجة للتهيج والتورم في المنطقة الشرجية.

صعوبة في التخلص من البراز

 قد يعاني بعض المرضى من صعوبة في التخلص من البراز بسهولة بسبب وجود الناسور، مما يمكن أن يزيد من الالتهاب والتهيج.

عدم الراحة أثناء الجلوس أو الجلوس لفترات طويلة

 قد يشعر الشخص المصاب بالناسور بعدم الراحة أثناء الجلوس، خاصةً إذا كان الناسور موجود في منطقة تتعرض للضغط عند الجلوس كما أن  هذا الشعور بعدم الراحة يمكن أن يزيد من الانزعاج والتوتر.

الشعور بعدم الراحة أثناء النوم على الظهر

قد يؤثر الناسور الشرجي على راحة الشخص أثناء النوم على ظهره، حيث يمكن أن يسبب ضغط إضافي على المنطقة المتضررة ويسبب شعور بالانزعاج.

تغيرات في نمط البراز

 قد يلاحظ الشخص تغيرات في نمط البراز مثل الإمساك المزمن أو الإسهال، وقد يكون ذلك نتيجة لتهيج الشرج أو تأثير الناسور على وظيفة الأمعاء.

تورم الغدد الليمفاوية

 في بعض الحالات، قد تتورم الغدد الليمفاوية الموجودة في منطقة الحوض نتيجة للالتهاب المحيط بالناسور، ويمكن أن يكون هذا الانتفاخ ملحوظ للغاية خلال الفحص الطبي.

طرق تشخيص الناسور الشرجي 

يمكن تشخيص الناسور الشرجي عن طريق استخدام طرق عديدة، ومنها الآتي:

  • إجراء بعض الفحوصات الطبية اللازمة والتي تتم في المنطقة حول فتحة الشرج، حيث ان يتم البحث عن طريق  فتحة الناسور الشرجي أو القناة علاوة على ذلك يتم تحديد عمق واتجاه الناسور الشرجي وكذلك تحديد الحاجة لتصريف الخراج إن وجد.
  • يستخدم للطبيب في بعض الأحيان يلجأ إلى طرق أخرى التشخيص وتلك الطرق تستخدم في بعض الحالات التي لم يتم ظهور الناسور الشرجي على الجلد، وهي:
    • استخدام تنظير الشرج أو تنظير عن طريق قناة الناسور.
    • عمل الفحوصات الطبية اللازمة عن طريق عمل فحص لمنطقة الشرج من خلال استخدام الموجات فوق الصوتية أو التصوير بالرنين المغناطيسي.
    • فحص الناسور كاملاً من خلال الفحص عن طريق استخدام  التخدير في غرفة العمليات. 

طرق علاج الناسور الشرجي

علاج الناسور الشرجي يعتمد على عدة عوامل مثل حجم وشدة الناسور وحالة المريض. قد يشمل العلاج ما يلي:

العلاج الجراحي

في حالات الناسور الشرجي الشديدة أو التي لا تستجيب للعلاجات الأخرى، قد يقترح الطبيب العلاج الجراحي. يتضمن العلاج الجراحي إزالة النسيج الزائد المتسبب في الناسور.

تغيير نمط الحياة والنظام الغذائي

يمكن أن يكون التغيير في نمط الحياة والتغذية جزء مهم  من العلاج حيث يجب تجنب الإمساك والإجهاد أثناء التغوط بالإضافة لذلك زيادة تناول الألياف الغذائية والسوائل لتسهيل الإخراج.

الأدوية

قد يصف الطبيب أدوية مثل الملينات لتخفيف الإمساك وتسهيل عملية الإخراج بالإضافة إلى وصف مجموعة من الكريمات المهدئة لتخفيف الألم والتهيج.

العلاج بالليزر

 تقنية الليزر يمكن استخدامها لإزالة الأنسجة الزائدة بدقة أكبر وبأقل تأثير على الأنسجة السليمة المحيطة.

نصائح للوقاية من الناسور الشرجي

هنا بعض النصائح للوقاية من الناسور الشرجي تتمثل في النقاط التالية:

  •  تناول كميات كافية من الألياف في النظام الغذائي يساعد في تسهيل عملية الهضم والإخراج، مما يقلل من فرص الإصابة بالإمساك ويخفف الضغط على المستقيم.
  •  شرب كميات كافية من الماء والسوائل يسهم في منع الجفاف والإمساك، مما يقلل من الضغط على المنطقة الشرجية.
  • تجنب الإمساك قدر الإمكان يقلل من الضغط على الأوعية الدموية في المنطقة الشرجية.
  • الحفاظ على نشاط بدني منتظم يعزز صحة الجهاز الهضمي ويقلل من فرص الإمساك.
  • الحفاظ على وزن صحي يقلل من زيادة الضغط على المنطقة الشرجية ويقلل من فرص الإصابة بالناسور الشرجي.
  •  تجنب الرفع الثقيل والجهد الزائد خلال الإجهاد، حيث يمكن أن يزيد هذا الجهد من ضغط الدم في الأوعية الدموية المحيطة بالشرج.
  •  الاعتناء بنظافة المنطقة الشرجية بشكل جيد يمنع التهيج والتقرحات التي قد تزيد من فرص الإصابة بالناسور الشرجي.
  •  ينصح بزيارة الطبيب بانتظام لفحص ومتابعة صحة المنطقة الشرجية والوقاية من المشاكل الصحية المحتملة.
  • الابتعاد عن الجلوس لفترات طويلة على مقاعد الحمام أو على الكراسي الصلبة، حيث يمكن أن يؤدي هذا إلى زيادة الضغط على المنطقة الشرجية وزيادة خطر الإصابة بالناسور الشرجي.
  • عدم استخدام الأدوية الملينة بشكل مفرط حيث يمكن أن يؤدي استخدامها بشكل مفرط إلى اعتماد الجسم عليها للتغوط.
  •  يمكن أن تساعد الحمامات الدافئة على تخفيف الألم والتهيج في المنطقة الشرجية.
  • يمكن للتدليك اللطيف للمنطقة الشرجية بعد التغوط أن يساعد في تحسين الدورة الدموية وتقليل الاحتقان.